في الوقت الذي يسعى فيه العالم لإيجاد حلول مناسبة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، للسيطرة على الآثار الخطيرة للتغيرات المناخية، تشتعل حرائق الغابات على نحو غير مسبوق في العام الماضي، لتزيد من تحديات مواجهة أزمة التغير المناخي.
وفقًا لـ"التقرير السنوي لحرائق الغابات للعام 2024"، الذي صدر في يناير/كانون الثاني 2025؛ فقد شهد عام 2024 نحو 61685 حالة حرائق غابات. وقُدرت المساحة المحروقة بنحو 8 ملايين و851 و142 فدانا. وتركزت تلك الحرائق في الأمريكتين. كل هذا يعود بالسلب على الأنظمة البيئية؛ إذ تتسبب الحرائق في كوارث بيئية وتُطلق كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون.
كيف تشتعل؟
نباتات جافة، طقس حار، مصدر للاشتعال، هذه هي الوصفة الأسرع لإطلاق حرائق الغابات، وفي الظروف الطبيعية أيضًا، تدخل ضربات البرق والثورات البركانية محفزة للحرائق. وهكذا تشتعل الحرائق التي قد تستمر لأيام، مُسببة خسائر فادحة.
أضرار
وهناك العديد من الأضرار المصاحبة لحرائق الغابات، نذكر منها:
- فقدان الأنواع النباتية والحيوانية المتنوعة لموائلها، ما يدفعها للنزوح إلى أماكن أخرى أكثر أمانًا، وربما ينتهي بها الأمر للانقراض، ما يؤثر سلبًا في توازن الشبكة الغذائية.
- تدمير الممتلكات؛ فهناك العديد من الغابات التي يعيش فيها البشر، ويعتمدون عليها في حياتهم، وتتسبب حرائق الغابات في تدمير تلك الممتلكات ما يقود إلى خسائر اقتصادية.
- تتأثر التربة والمياه في المنطقة المحترقة؛ إذ تتآكل التربة وتتلوث المياه.
- تنطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وغازات الدفيئة الأخرى، بالإضافة إلى الغبار والدخان الذي يؤثر في صحة الإنسان والكائنات الحية في المناطق المحيطة.
كميات هائلة
في بركان على جزيرة هاواي، تُوجد محطة جوية، يُطلق عليها "مرصد ماونا لوا"، ذلك المرصد يعمل على جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بانبعاثات الكربون منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين، ويعرض المرصد قياسات الكربون على مقياس يُعرف باسم "منحنى كيلينج"، الذي سجل مؤخرًا أعلى مستويات لغاز ثاني أكسيد الكربون، بمقدار 427 جزءا في المليون. علمًا بأنّ مستويات ثاني أكسيد الكربون كانت 280 جزءا في المليون، قبل تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي. وتسهم حرائق الغابات بصورة رئيسية بضخ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، جنبًا إلى جنب مع احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة البشرية الأخرى.
تلعب الغابات دورًا محوريًا في حفظ التوازن على سطح الأرض، لكن نفقد أجزاء شاسعة منها سنويًا بسبب الحرارة المرتفعة وعوامل أخرى أغلبها متعلقة بالأنشطة البشرية. وما يزيد الوضع مأساوية هو أنّ حرائقها تسهم في تفاقم الاحتباس الحراري. لذلك، من الضروري وضعها في أولويات العمل المناخي.